وجهات نظر

خاطر عبادة يكتب: لا دولة يهودية إلا على أنقاض كل العرب

خاطر عبادة
خاطر عبادة

مرّ 75 عاما على أطول صراع فى التاريخ الحديث، هو عمر الدولة العبرية.. ربما لا يساوى شيئا فى تاريخ البشرية، هذا الرقم تعتبره إسرائيل مجرد بداية لدولة يهودية عاصمتها القدس القديمة، وتعتقد أنه لا يمكن إنشاء دولة يهودية عاصمتها القدس القديمة مع وجود أى عربى معادى لإسرائيل بداخلها.. فلن يكتب لها البقاء مع استمرار الخوف والقلق.. لكن إسرائيل فى عجلة من أمرها لتنفيذ أكبر خطة تصعيد متطرفة منذ إنشائها عام ١٩٤٨.

هذا ما يبرر استعجالها الخطى لتغيير الوضع الراهن فى المسجد الأقصى ومواصلة سياسة الترحيل القسرى للفلسطينيين من القدس بكل همجية وتسريع بناء المستوطنات والتصعيد الوحشى المتكرر ضد الفلسطينيين طوال الأشهر الماضية؛ التى شهدت أسوأ تصعيد منذ عقود فى الضفة الغربية أيضا.

أوهام الاحتلال بأن وجوده قد بدأ للتو فى القدس، ولم يشارف على الانتهاء قد تصبح كابوسا للعرب حتى يفيقوا ويتحدوا.. و يضعوا نهاية لمراحل السقوط التى بدأت منذ نكبة 48 مرورا بنكسة 67 ثم سقوط بغداد فى 2003 وأخيرا اضطرابات الربيع العربى التى أسقطت عدة دول فى 2011، أو بمثابة بؤرة اضطرابات وزلازل تؤثر على أمن واستقرار العرب؛ فالعدو يعلم جيدا ويخطط منذ القدم لإسقاط كل الجيوش العربية معتقدا أنه لن تكون هناك دولة يهودية فى القدس إلا على أنقاض كل العرب وليس القدس وحدها.

الجميع يعلم نوايا إسرائيل التى أعلنتها منذ عقود فى كتاب "من النيل للفرات"، لكن مع ذلك لم يتوقع أحد أن تكون إسرائيل فى عجلة من أمرها الآن.. والدليل هو إطلاق حملات عنف وحشية ومكثفة خلال الأسابيع الأخيرة مستغلة الوضع العالمى والاقتصادى الهش وانشغال الشعوب بمصائرهم وقضاياهم الداخلية

واستهلت إسرائيل عام 2023 بحملات مداهمات قمعية لتصبح الأكثر دموية خلال العقدين الأخيرين خلال اقتحامها جنين ونابلس بالضفة.

توجه إسرائيل للإسراع فى خطة التصعيد واتخاذ نهج شديد التطرف يرفض حتى فكرة التعايش القائم على وجود دولتين، مع عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة بدعم من حكومة قومية متطرفة.

التصعيد الإسرائيلى مع الفلسطينيين أعقبه عدة زيارات لمسؤولين أمريكيين واتصالات عربية مكثفة فى محاولة لاستعادة الهدوء، لكن تلك الدعوات وحدها مجرد مسكنات مؤقتة للصراع الذى يكتسب كل عام أبعادًا تصعيدية خطيرة خصوصاً مع تكرار اقتحام المسجد الأقصى والمدن الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين ومصادرة الأراضى والتوسع الاستيطانى وقمع الفلسطينيين.. وليس هناك تكافؤ فى القوة بين الطرفين، مما يفرض على المجتمع الدولى اتخاذ مواقف جادة وملزمة تجاه حكومة الاحتلال التى تواجه شعبا أعزل.

فندق سفير القاهرة
خاطر عبادة