وجهات نظر

خاطر عبادة يكتب: الأقصى فى رمضان.. يقظة ضد شرار الناس

خاطر عبادة
خاطر عبادة

دائما ما يأبى المفسدون أن ينعم الناس وينهلوا من خيرات الشهر العظيم ليحولوا دون أن يصبح مناسبة وفرصة عظيمة لفرحة الناس والتقرب من ربهم ويعمروا بيوت الله.. فيتحول هذا الشهر إلى مجاهدة عظيمة للنفس وجهاد يومى فى الأقصى.

وإنما يجسد الصراع فى القدس ذلك الواقع الذى يتمثل فى حالة السبات العميق للناس حين يواجهون الدنيا وشرورها وهم عزل فيذكرنا بضرورة التسلح باليقظة أمام الأعداء الأزليين.

التمادى فى الغفلة واللهو وإضاعة العبادات خطره عظيم.. لنحذر من أن تسلط علينا الدنيا فتنسينا أنفسنا أو يسلط الله علينا من لا يخافون الله ولا يرحمون الناس أو شرار الخلق ..

وما أن يهل علينا شهر رمضان حتى تزداد حدة الاستفزازات ضد أهلنا فى القدس.. لتذكر المسلمين دائما بضرورة الوحدة.

من داخل أسوار المدينة القديمة المقدسة مهد الأنبياء والعذراء يعيش أهلنا فى القدس حالة نفير دائم ونضال ضد شرار الناس..
واقع حياة مؤلم لكنه يمثل بيئة خصبة للبطولة؛ فمن رحم المعاناة والألم تولد الحياة.. لكن فى الحقيقة هذا واقع الحياة جميعها فتتطلب منا دائما اليقظة؛ والنفس تحتاج إلى مجاهدة .. وصبر فى التعامل مع الناس.

ما نراه بشكل شبه يومى من تعرض أهلنا و أشقائنا فى القدس المحتلة من مضايقات وانتهاكات الاحتلال وتفرض عليهم حالة اليقظة المستمرة والدفاع عن حرمة المسجد الأقصى لمنع تدنيسه واقتحامه بشكل مستمر من قبل مستوطنون وجنود الاحتلال تحت ذرائع وحجج واهية.. وخصوصا فى شهر رمضان الذى يمثل فرصة لحشد عشرات الآلاف من المصلين الفلسطينيين سواء من القدس أو الضفة الغربية للصلاة وهو ما يثير حقد وضغينة الاحتلال رافضا بعثرة جهوده لتقسيم الأقصى و إخلاء القدس بطرد وترحيل الآلاف من سكان القدس.

دفاع أهلنا فى القدس عن حرمة المسجد المبارك ومنع محاولات تقسيمه إنما هو بالنيابة عن كل مسلم.. بينما يكرر الاحتلال نفيه محاولة تغيير الوضع الراهن المتفق عليه دوليا بشأن صلاة المسلمين فى الأقصى لكن فى حالة تجرؤه على ذلك فقد يؤدى الأمر لنشوب حرب دينية يخشاه كيان الاحتلال نفسه نظرا لما يمثله الأقصى الشريف من مكانة عظيمة فى الإسلام وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى خاتم المرسلين.

فأصبحت الصلاة فى الأقصى تجمع بين فرائض عدة هى الصلاة والجهاد فضلا عن صوم رمضان وشد الرحال للقبلة الأولى.. ربما أصبحنا نحن أيضا فى هذا الزمان الذى يكون فيه الماسك على تعاليم دينه كأنه فى حالة جهاد يومى كالمناضل فى سبيل الأقصى وعلى أهبة الاستعداد للدفاع عن معتقداته والمقدسات كل وقت من الصلاة.. حين يواجه الهجوم من قبل شرار الخلق الذين لعنهم الله فى القرآن وتوعدهم بالخزى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة لتدنيسهم المساجد وانتهاك المحرمات..

فكانت أطول سورة فى القرآن الكريم وهى سورة البقرة، التى تذكرهم بجدالهم وماضيهم السيء مع الأنبياء وتحريفهم فى آيات الله وقتلهم الأنبياء واتخاذهم العجل إلها من دون الله بعدما أنقذهم الله من بطش فرعون، ومخالفتهم أوامر الله ونواهيه فغضب عليهم وعاقب فءة منهم وهم أصحاب السبت بأن أصبحوا قردة خاسءين.. وتخلفوا عن الجهاد والكفاح لما أمرهم الله بدخول الأرض المقدسة.. فشتت الله شملهم.

اليوم دخلوا الأرض المقدسة تحت حماية قوى الاستعمار ليكونوا شوكة فى ظهر العرب.. عادوا ليفسدوا فى الأرض والدنيا كلها وليست أرض فلسطين وحدها.. فهم قتلة الأنبياء؛ العاطفة الدينية منعدمة.. يجيدون استخدام المال السياسى و الانحلال الأخلاقي وتشويه الثقافات والدين لفرض السيطرة.

فندق سفير القاهرة
الأقصى فى رمضان الأقصى مسجد الأقصى خاطر عبادة