وجهات نظر

بقايا سوريا "الأسد يحكم الأنقاض.. وأمريكا تقتطع الثلث الصغير".. بقلم: خاطر عبادة

يوم لايت
نجح الرئيس السورى بشار الأسد، فى الحفاظ على عرينه لحكم البلاد 7 سنوات قادمة، بينما حققت أمريكا مرادها بعد 10 سنوات من الحرب السورية.



حتى رغم هدوء الحرب.. وكأن واشنطن رسمت خطا بالكربون لا يمكن اجتيازه، و يحدد المناطق التى يحكمها كل من النظام السورى الذى يسيطر على ثلثى المدن السورية الكبرى، محتفظا بالعاصمة وضواحيها، التى تفتقر الخدمات الأساسية وتحولت إلى أطلال، لكن يشاركه فى الحكم فريقان آخران، فهو لا يزال يفقد السيطرة على مساحات شاسعة من الصحراء، وكذلك إدلب شمال غرب البلاد وتحكمها المعارضة بفضل الحماية التركية.



كما فشل النظام السورى فى السيطرة على الحدود باستثناء 15% فقط، حيث تتقاسم معه قوى أجنبية ودولية الحدود البرية، ويسيطر تنظيم حزب الله على حدود سوريا مع لبنان، والميليشيا الشيعية على حدود سوريا مع العراق.



المساحات الصحراوية شمال شرق البلاد، حيث توجد القوات الأمريكية، ومناطق تحت سيطرة الأكراد تحميهم الولايات المتحدة.. وهو ما يعنى أن بشار يحكم الثلث الكبير الذى يعادل 70% من المدن.



.. وذلك بما يضمن عدم انفراد أى طرف بحكم البلاد، وتكريس الانقسام فى أى بلد استهدفته الاضطرابات المسلحة بعد 2011.



.. لكن هل يعنى ذلك أن تأثير واشنطن فى سوريا لا يتجاوز 30%.. وهى مساحة المناطق التى خرجت عن سيطرة النظام السورى؟



وصف السفير الأمريكى السابق لسوريا  (روبرت فورد) استمرار نظام بشار فى حكم سوريا بأنه يبرز فشل واشنطن فى إنهاء حكم عائلة الأسد، والتحول نحو عملية انتقال سلمية للسلطة..

وأضاف فى تصريحات لصحيفة واشنطن بوست، أن أمريكا بلا تأثير فى سوريا، لأنها لم تتمكن من إزاحة الأسد.

وفى ييان أمريكى اوروبى مشترك، الأربعاء، وصف الانتخابات الرئاسية السورية بالمعيبة وغير شرعية.

و أدلى الأسد بصوته فى الدوما، فى ضواحي دمشق، بينما لن يتمكن السوريون فى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من التصويت.



ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، أن 90% فى السوريون يعيشون فى فقر، وسط ظروف ينقصها الاحتياجات الأساسية و إمدادات الوقود والكهرباء وتدمير البنية التحتية، كما يعانى نصف مليون طفل من سوء التغذية، وتواجه البلاد خطر المجاعة مع استمرار انهيار العملة مما يجعل من شراء الاحتياجات الأساسية صعب المنال.



كما ساهمت العقوبات الأمريكية فى تردى الأوضاع والحصار الاقتصادي وحظرت الاستثمار وقضت على جهود إعادة البناء وعدم قدرة البلاد على التعافى بعد 10 أعوام من الحرب.



وتباين آراء السوريون الذين يخضعون لمناطق حكم الأسد، حول جدوى الانتخابات، فبعضهم يراها تبديد للمال فى بلد يصارع من أجل البقاء، وآخرون يرونها وميض أمل قد يفتح الباب أمام اعتراف دولى بشرعية النظام وعودة فتح السفارات والاستثمارات، إلا أن الغرب لم يعترف بشرعيتها.



أما وضع اللاجئين فهو يزداد سوءا، حيث اضطر أكثر من 6 ملايين سورى للنزوح من بلادهم، أغلبهم بحاجة للمساعدات الإنسانية العاجلة، كما ساهم وباء كورونا فى فقدان كثيرون وظائفهم المؤقتة، كما قدرت الأمم المتحدة عدم تمكن 5 مليون طفل سورى للذهاب إلى المدارس.



أما السوريون بالداخل أغلبهم تحت خط الفقر ويفتقد 12.5 مليون منهم الأمن الغذائي.



ونقلت واشنطن بوست، شهادة أحد السوريين، قوله (لم تعد هناك دولة.. نحن بقايا شعب أو مجموعة أشخاص تجمعوا فى قطعة أرض.. نحن الناجون من الحرب) فى إشارة إلى حجم الدمار الذى لحق بالمدينة والمنازل جراء حرب إقليمية دمرت الأخضر واليابس ولم يتبقى سوى الناجين وسط الأطلال.
فندق سفير القاهرة